
نواكشوط
30 أكتوبر 2022
نظمت الاتحادية الوطنية لرابطات آباء التلاميذ والطلاب يوما وطنيا لدعم ومساندة المدرسة الجمهورية ودور الزي المدرسي في تكريس الوحدة الوطنية.
ونظم اليوم تحت عنوان: المدرسة الجمهورية طريق لإصلاح النظام التعليمي وتعزيز الوحدة الوطنية وتقوية اللحمة الاجتماعية ومحو الفوارق الوطنية.
وأكد معالي وزير التهذيب الوطني واصلاح النظام التعليمي السيد إبراهيم فال ولد محمد الأمين في كلمة بالمناسبة، أن “هذه التظاهرة الميمونة، دليل قاطع على هذا التحول الذي تعيشه البلاد من أهمية وانعكاس إيجابي على الوطن والمواطن”.
وأبرز “حجم التحديات التي يواجهها قطاع التعليم بفعل تراكمات عقود من سوء التسيير والغبن والحيف اتسمت بالارتجالية وانعدام الرؤية الاستراتيجية وبالغياب الفعلي للخريطة المدرسية، فضلا عن غياب الصرامة في تسيير الكادر البشري خاصة، والاستخدامِ المفرط وغيرِ الرشيد لموارده بشكل عام”.
وأضاف أن ذلك أدى إلى “تشتَّت جهود الوزارة، وتراجع نوعية الخدمة التعليمية، وفُتِحَ البابُ على مصراعيه أمام التسرب المدرسي ليفقد القطاع الثقة أمام مرتاديه وتتراجع مخرجاته، فارتفعتْ النداءات مطالبةً بتلافي هذه الوضعية وتصحيحها”.
وقال إن هذه الوضعية المزرية، قد استدعت من فخامةَ رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزوانى جعلَ التعليمِ أولوية الأولويات، مجسِّدا ما أكده فخامته قبل ذلك في برنامج “تعهداتي”، من أنه “مصمم على الشروع، بدون أي تأخير، في تنفيذ الإصلاحات الضرورية لإرساء قواعد المدرسة التي نحلم بها جميعا لأجيالنا الصاعدة””.
وأكد أن القطاع “باشر بالفعل خلال السنوات الثلاثِ الماضيةِ العملَ، مطلِقا ورشاتٍ إصلاحيةً شملت كافة الجوانب والمناحي، تُوِّجتْ بتشاور وطني موسَّع أفضى، لأول مرة في تاريخِ بلادنا، إلى صياغة قانونٍ توجيهي يمثل الآن الإطارَ المرجعي للعملية التعليمية”.
وأضاف أنه على الرغم من الوضعية الموروثة، ومن جسامة التحديات وتنوعها، فإن التعليم “سيشهد تحولا حقيقيا نحو الأفضل؛ خاصة مع السنة الأولى في المدرسة العمومية التي تعتبر دليلًا على البدء الفعلي في إرسائها وستذيب الفوارق، وتنمحي فيها التراتُبية الاجتماعية، وستمكنهم من مواكبة العصر والانفتاح على الآخر في عملية إصلاحية تؤمن السلم والانسجام الاجتماعييْن، وتجذر قِيَمَ الإسلام السمحة، وترسخ الوحدة الوطنية وقيمَ العدالة والإنصاف”.
وقال “إن الجهود المبذولة، والمواردَ الكبيرة التي نحشدها في سبيل التعليم هي استثمار موجَّه بحكمة بالغة لخلق فضاء آمن وجذاب، يلتقي فيه أبناؤنا لينهلوا من القيم المثلى والعلوم والمعارف والمهارات التي تنمِّي فيهم روح الخَلق والإبداع، وتزرع فيهم قواعدَ العيشِ المشتركِ القائمةَ على نبذ الكراهية وقبولِ الاختلاف، وتمهد طريق الارتقاء إلى مصاف الأمم المتقدمة”.
من جانبه أعرب رئيس الاتحادية الوطنية لرابطات آباء التلاميذ والطلاب السيد أحمد ولد أسغير، أن تنظيم هذه “التظاهرة الوطنية لدعم المدرسة الجمهورية واقتناء الزي المدرسي، هي فرصة للتذكير بالخطوات التي قطعتها البلاد على مسار إصلاح المنظومة التعليمية، منذ قدوم صاحب الفخامة السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، وأن هذا المسار بدأ به برنامجه الانتخابي «تعهداتي “”.
ونوه بتنظيم الأيام الجهوية للتشاور حول إصلاح التعليم، ثم الأيام الوطنية التي عمقت نتائج الأيام الجهوية وخرجت بوثيقة حازت إجماع المشاركين وتحولت إلى القانون التوجيهي لإصلاح التعليم، الذي أعاد للغة العربية وللغات الوطنية مكانتها وتوج بموافقة البرلمان عليه.
وأبرز “أن افتتاح السنة الدراسية الأولى في ظل المدرسة الجمهورية، التي توحد كل الموريتانيين بزي واحد وتحت سقف واحد، هو المطلب الذي طالما صدحت حناجر الآباء مطالبة به، إدراكا منهم لأهميته في تعزيز اللحمة الوطنية وتقوية الأواصر بين مختلف المكونات الاجتماعية والقضاء على الفوارق مهما كان نوعها في الوسط المدرسي”.
ودعا كل الآباء ، إلى مضاعفة الجهود لإنجاح المدرسة الجمهورية، عبر متابعة الأبناء عن قرب ومواكبة العملية التربوية داخل المؤسسات، مشيدا بما تحقق من إنجازات في البنية التحتية مع اكتتابات واسعة للطواقم التربوية وعمل جاد في التكوين وتحسين الخبرة وما تم من إنجازات في البرامج التربوية وتأليف الكتاب المدرسي، وتوفيره داخل جميع مؤسسات الوطن والمزيد من الاكتتاب لتغطية النقص الحاصل في بعض المناطق واعتماد التكوين المستمر للمدرسين وهيئات التأطير التربوي والتسريع في استلام المؤسسات التي اكتمل بناؤها والمزيد من العمل في البنية التحتية المدرسية ومراجعة الخريطة المدرسية، و تقريب الخدمة من الأبناء.
وطالب بإشراك فعلي للآباء في كل المراحل العملية التربوية كالتخطيط والبرمجة والتنفيذ والمتابعة، داعيا السلطات إلى اعتماد يوم 03 أكتوبر الذي هو يوم انطلاق المدرسة الجمهورية، يوما وطنيا للتعليم.
وفي نهاية الحفل انطلقت مسيرة تأييد ومساندة للمدرسة الجمهورية، من دار الشباب القديمة لتنتهي أمام القصر الرئاسي، حيث قام رئيس الاتحادية الوطنية لرابطات آباء التلاميذ والطلاب بتسليم ملتمس تأييد للمدرسة الجمهورية لمعالي وزير التهذيب الوطني وإصلاح النظام التعليمي مرفوقا بمعالي وزير الإسكان والعمران والاستصلاح الترابي.
وجرى الحفل وتسليم الملتمس بحضور وزير الاسكان والعمران والاستصلاح الترابي وولاة ولايات نواكشوط الثلاث والسلطات الإدارية والأمنية وممثلو رابطات آباء التلاميذ في مدارس العاصمة وعدد من أطر الوزارة